المنظمة السرية المسلحة OAS 5

ان لهذه العزيمة وقع كبير في نفوس أنصار منظمة الجيش السري وقادته على حد سواء، فايقنوا أنها النهاية وفي غمرة اليأس التي هي كغمرة الموت قام الجنرال صالان وشركاؤه بمحاولتين كانوا يعتقدون أن فيهما أوفي أحداهما على الاقل مخرجا مشرفا لمغامرتهم التي دامتعاما كاملا الى حد ذلك التاريخ.

أما المحاولة الاولى فقد كانت من إخراج الجنرال قاردي الذي كان حتى ذلك الوقت مكتفيا بالدور الثانوي في غرب الجزائر. أما بعد كارثة الونشريس ، فإنه جمع إطارات المنظمة الارهابية في وهران وأخبرهم بأنه يخلف الجنرال جوهو ميدانيا وبهذه الصفة يأمرهم بتكثيف عمليات التفجير والتقتيل والاكثار من الحملات التأديبية في اتجاه الاحياء التي يسكنها المسلمون وبالموازاة مع تلك الحملات أوصاهم بالتركيز على استمالة كل من له استعداد للالتحاق بصفوفهم.



ولم يكن الارهاب سوى وسيلة بالنسبة للجنرال قاردي لأن هدفه الحقيقي والاساسي الذي أخبر به إطاراته أنما هو الاعلان عن اقتطاع منطقة ” تضم نواحي وهران وبلعباس وعين تموشنت ومعسكر ومستغتنم وغليزان ” (40) تكون هذه المنطقة حسب رغبة قاردي مفصولة عن فرنسا مؤقتا ومفتوحة لكل القوات التي تريد محاربة جبهة التحرير الوطني. وكان قاردي يعتقد أن اللفيف الاجنبي المتمركزة قيادته بسيدي بلعباس سوف لن يتردد في اتباعه نظرا لكونه كان قائدا السائر فصائله.

لكن هذه المحاولة سرعان ما باءت بالفشل لأن الجنرال كاتز KATZ قائد القوات المسلحة في وهران علم بالمشروع في حينه وسخر كل الامكانيات المتوفرة لديه لاجهاضه.

أما المحاولة الثانية فكانت من إخراج العقيد قارد الذي بعد أن عاد يجر أذيال الهزيمة من الونشريس أشار على الجنرال صالان بالتحالف مع الحركة الوطنية الجزائرية وترغيب رئيسها السيد الحاج مصالي في التعاون معه من اجل القضاء على جبهة التحرير الوطني وجعل الحكومة الفرنسية تتراجع عن اتفاق وقف اطلاق النار. لكن قيادة الحركة رفضت حتى مجرد دراسة العرض. عندها أشير على الجنرال صالان الاتصال بالجماعة المنشقة عن الحركة المصالية والمتمثلة في التنظيم المسمى : FAAD جبهة العمل الديمقراطي الجزائري، ففي أثناء المساعي الرامية الى ايجاد قناة موصلة الى التنظيم المذكور تدخلت المخابرات الفرنسية وتمكنت من دس أحد عناصرها الذي قدم نفسه كمبعوث من طرف المنشقين وأقنع جاك أشار بضرورة تقديمه الى الجنرال صالان.

لم يجد Lavansseau صعوبة في اقناع مسؤولي المنظمة السرية في فرنسا وذلك لأنه كان قد قدم لهم مساعدات كثيرة خاصة فيما يتعلق بوثائق التنقل من جوازات سفر وبطاقات تعريف مزيفة. وفي الجزائر، فان جاك أشار قد حدد له موعدا مع الجنرال صالان يوم 20/04/1962 بمكتبه الكائن بالطابق الارضي رقم 25 نهج دي فنتان القريب من شارع محمد الخامس حاليا، وبمجرد أن تحدد الموعد كان النقيب LACOSTE (41) مسؤول قطاع الدرك الوطني على علم فتولى الامر بنفسه وعند منتصف النهار ألقي القبض على « الشمس » ثم نقل مباشرة الى باريس قصد المحاكمة.

وقبل أن يتم إعتقال الجنرال صالان ، كانت قيادة المنظمة قد اجتمعت ودرست الوضع الذي اعترفت انه مأساوي ولم يعد فيه ما يدعو الى الامل في ايجاد حل سريع ومشرف. وبتأثير من أعضاء مجموعة فانسان المحظورة، أصدرت القيادة المذكورة يوم 01/04/1962 وبتوقيع رئيسها بلاغا مقتضبا للغاية مفاده ان السيد جورج بيدو هو الذي يكون رئيسا لمنظمة الجيش السري في حالة اعتقال الجنرال صالان.

وكان بيدو ، في نهاية مارس 1962 قد تمكن من الفرار الى سويسرا بعد أن أشرف في باريس على إجتماع حضرته شخصيات معروفة تؤمن بالجزائر الفرنسية وبضرورة العمل على قلب نظام الجنرال دي غول، وعلى أثر الاجتماع تقرر إنشاء « مجلس المقاومة الوطني ». وأسندت رئاسته للسيد جورج بيدو ويساعده كل من العقيد argoud والنقيب sergent .