بحـث
المواضيع الأخيرة
المصحف الكامل ل24 قارئ الان على جوالك بروابط مباشرة
السبت 27 ديسمبر 2008 - 13:27 من طرف Admin
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله القويّ المتين والصلاة والسلام على سيد الخاشعين
سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله القويّ المتين والصلاة والسلام على سيد الخاشعين
سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله …
تعاليق: 1
العاب نوكيا N95 و N95 8GB
السبت 27 ديسمبر 2008 - 13:36 من طرف Admin
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم لكم مجموعة كبيرة من الألعاب الجميلة لجوالي N95 و N95 8GB
وحجمها جميعاً 4.73 ميجابايت
أترككم مع التحميل
رفعتها لكم عدة مواقع ليسهل تحميلها
http://asapload.com/158534
أولاً : على Rapidshare
(هنا)
…
أقدم لكم مجموعة كبيرة من الألعاب الجميلة لجوالي N95 و N95 8GB
وحجمها جميعاً 4.73 ميجابايت
أترككم مع التحميل
رفعتها لكم عدة مواقع ليسهل تحميلها
http://asapload.com/158534
أولاً : على Rapidshare
(هنا)
…
تعاليق: 1
موقع لجميع انواع السامسونغ
الثلاثاء 6 يناير 2009 - 9:36 من طرف Admin
السلام عليكم
من البداية لا تقرأ الموضوع اذا لم يكن لديك هاتف سامسونج
هذي طريقة لتحميل كل ما يخص الجهاز من موقع ساسونج الرسمي
1- ادخل الموقع
http://mea.samsungmobile.com
2- اذهب الى بداية الصفحة على اليسار واختار تسجل
3- اختر …
من البداية لا تقرأ الموضوع اذا لم يكن لديك هاتف سامسونج
هذي طريقة لتحميل كل ما يخص الجهاز من موقع ساسونج الرسمي
1- ادخل الموقع
http://mea.samsungmobile.com
2- اذهب الى بداية الصفحة على اليسار واختار تسجل
3- اختر …
تعاليق: 0
برامج لجميع انواع samsung
الثلاثاء 6 يناير 2009 - 9:35 من طرف Admin
برامج لكل انواع السامسونج لاحلى ناس
--------------------------------------------------------------------------------
هاي وصلات البرامج و انتظر ردكم
v200برنامج
http://mea.samsungmobile.com//mobile_phone/sgh-
v200c/driver/EasyGPRS_ver2.1.5.zip
0برنامج
http://mea.samsungmobile.com//mobil...ver/Easy%20GPRS(ver2.1.5).zip
…
--------------------------------------------------------------------------------
هاي وصلات البرامج و انتظر ردكم
v200برنامج
http://mea.samsungmobile.com//mobile_phone/sgh-
v200c/driver/EasyGPRS_ver2.1.5.zip
0برنامج
http://mea.samsungmobile.com//mobil...ver/Easy%20GPRS(ver2.1.5).zip
…
تعاليق: 0
برنامج Islamic_Organizer مواقيت الصلاه او المنظم الاسلامى على جوالات نوكيا
السبت 27 ديسمبر 2008 - 13:10 من طرف Admin
[center]نظرا لان برنامج خاشع لايتم تنصيبه على جوالات نوكيا الجيل الثالث
وشرط تنصيبه ان تقوم بشراءه من الشركه وتقوم الشركه بارسال السريل لك عن طريق الجوال
فاقدم لكم الان
برنامج
Islamic_Organizer
مواقيت الصلاه او المنظم …
وشرط تنصيبه ان تقوم بشراءه من الشركه وتقوم الشركه بارسال السريل لك عن طريق الجوال
فاقدم لكم الان
برنامج
Islamic_Organizer
مواقيت الصلاه او المنظم …
تعاليق: 0
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 126 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 126 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 277 بتاريخ الأحد 3 نوفمبر 2024 - 2:45
المكاتب العربية و دورها مع الاحتلال الفرنسي للجزائر
:: منتدى البحوث :: بحوث تاريخية
صفحة 1 من اصل 1
المكاتب العربية و دورها مع الاحتلال الفرنسي للجزائر
أكثر من ثلاثة قرون ظلت الجزائر قوة بحرية تسيطر على غربي البحر الأبيض المتوسط، وفي سنة 1830 بعثت فرنسا بحملة عسكرية ضدها نتج عنها استيلاء الجيش الفرنسي على مدينة الجزائر، ثم واصل حروبه إلى أن أعلنت الجزائر جزءاً من فرنسا.
وقد ساهم في أسباب هذه الحملة كل من الظروف العالمية والحالة الداخلية في فرنسا والجزائر معاً، وسواء كانت هذه الأسباب سياسية أو اقتصادية فإنها أدت بالملك الفرنسي إلى أن يخطط الحملة ضد مستقلة تقع على الشاطئ الأخر من البحر الأبيض المتوسط.
وفي تحليله آليات الاستعمار الفرنسي بالجزائر خلص «جوليان» إلى استنتاج قوامه أن أغلب رجال السياسة([1]) كانوا على وفاق تام حول مشروع الاحتلال، وكان ذلك واضحاً في ممارساتهم وكتاباتهم وتدخلاتهم، لأن مسألة الاستيلاء على أرض الجزائر، كانت لب السياسة الفرنسية تجاه شمال إفريقية آنذاك، فالجزائر بموقعها الاستراتيجي الحساس، وإمكانياتها الاقتصادية، كانت تراود مشاعر أصحاب رؤوس الأموال والأوساط التجارية، ولا سيما منهم التجار المرسليين الذين ساهموا في توجيه «شارل العاشر» على اتخاذ قرار الحملة، لأن ذلك سيفتح أمامهم أسواقاً جديدة لتجارتهم، وكان قد أقلقهم استمرار الحصار البحري على الجزائر([2]).
وهكذا اتفق الاستعماريون والبرجوازيون على غزو الجزائر، واستغلال خيراتها، ونقل الفائض من سكان فرنسا إليها، ولم تتردد الدولة الاستعمارية في الكشف عن حقيقة أهدافها الإستراتيجية، فعلمت منذ البداية على استخدام وسائل فعالة لتحقيق هذا الهدف. وللإحاطة بهذه الوسائل العملية التي تدخل ضمن اهتماماتها الإستراتيجية، سنكتفي بدراسة ما يأتي:
1- الجهد العسكري الفرنسي وحرب الإبادة.
2- دور المكاتب العربية.
3- أسلوب التفرقة وإذكاء الصراع الداخلي.
أولا: الجهد العسكري الفرنسي وحرب الإبادة:
ركزت الدولة الفرنسية على دعاية مفادها أن أرض الجزائر كانت شبه فارغة ويعمها التخلف. وهذا الخطاب هو الذي رسمه دعاة الاستعمار في صياغة قناعة مشتركة لدى العالم الأوربي قوامه أن الحضارة الغربية باعتبارها مشروعا حضاريا، يساعد الشعوب المتخلفة على الارتقاء إلى درجة المدنية في تجلياتها العامة، طالما أن الاستعمار بتعبير «ألبير باييه» (Albert Bayet) « يعد مشروعاً حين يحمل الشعب الذي يحمل كثيراً من الأفكار والعواطف التي من شأنها أن تغني شعوباً أخرى، حينذاك لا يصبح الاستعمار حقاً فحسب بل واجباً»([3]).
إننا لن نعدد الكتابات التي وظفت لتأكيد هذه السياسة الاستعمارية، وغرضنا أن نبين ما ورد في خطاب الاحتلال لم يكن يهدف سوى إلى تسويغ ظاهرة الاستعمار، ويكفي هنا أن نعتمد على ما قاله «مصطفى الأشرف» كرد على: هؤلاء، حيث يقول: «وجدت فرنسا وجهاً لوجه أمام مجتمع حسن التنظيم، له حضارته الخاصة الشبيهة إلى حد ما بحضارات البحر الأبيض المتوسط، وهذا المجتمع لا يخلو من عيوب، ولكنه حبه للحرية وتمسكه بالأرض، واتحاد كلمته، وأصالة ثقافته، وصدق وطنيته، وغزارة موارده الطبيعية، ونبل مثله العليا، كل ذلك أعطى البرهان الساطع والدليل القاطع على أصالته….»([4]).
ويضيف الكاتب نفسه، وهو يرد على كلام بوجولا([5]): «إن الإنسان إذ يسمع هذه العبارات «الرائعة» لا يسعه إلا أن يعتقد بأن صاحبها يتحدث عن شعب متوحش متجرد من الأخلاق والدين»([6]).
لقد كانت الحركة الاستعمارية تهدف إلى انتزاع أراضي الجزائريين ومنحها للمهاجرين الأوروبيين، ولكن منذ البداية، أدرك المستعمرون الأوائل، أن هذه العملية ليست بالأمر السهل، ولا سيما أنهم اكتشفوا بأنفسهم في الميدان أن السكان كانوا غير مستعدين للخضوع لهم. ولهذا كان اللجوء إلى التقتيل الجماعي والتدمير والتخريب أمرا ضروريا لتنفيذ أهدافهم الإستراتيجية الاستعمارية، وهو طرد السكان الأصليين والاستحواذ على أراضيهم. وكانت هذه العملية تتطلب تعبئة إمكانيات مالية وعسكرية ضخمة لتحقيق المشروع الاستعماري الاستيطاني في الجزائر.
إن الأعمال الشنيعة التي اقترفها جنرالات فرنسا وجنود الاحتلال خلال العقود الأولى من القرن التاسع عشر ضد الجماعات السكانية المحلية، أصبحت اليوم معروفة لدى المؤرخين والكتاب.
غير أنه من الواجب تذكيرها، ولا سيما الأعمال الإجرامية المنظمة التي ارتكبت قبل عهد «بيجو» وبعده أو في زمان حكمه، والتي تميزت من غيرها نظراً لعظم الوسائل التي كانت بيده، وسائل كانت واسعة المفعول في القضاء على اقتصاد الجزائر بصفة لا تسمح لهذا البلد بالنهوض قبل عشرات من السنوات، ولا بالنهوض على الإطلاق في بعض مناطق الاحتلال. ومما لا شك فيه، أن التوازن السكاني قد اختل إما بسبب المجازر المنظمة وإما بسبب الجذب والمجاعات التي عقبتها.
وهكذا لم تتماطل فرنسا في تنفيذ أهدافها منذ الوهلة الأولى من نزول قواتها في مدينة الجزائر. فقد سارع «دوبرمون» إلى الاستيلاء على خزينة الجزائر الموجودة في القصبة آنذاك([7])، وترك جنوده ينهكون الأعراض ويسلبون المتاع ويريقون الدماء ويهدمون المنازل والمحلات بالرغم من تعهد «دوبرمون» بشرفه، أن يحافظ على حرية الدين وعلى أملاك السكان وتجارتهم وصناعتهم وأن يحترم نساءهم وحرماتهم.
كان الجميع يظن بأن أمة متحضرة مثل الأمة الفرنسية لا يمكن أن تنكث العهد، ولكن سرعان ما انتشر الجيش الفرنسي في مدينة الجزائر، وبدأ يعث فيها فساداً. ونستشهد بمؤرخ الجيش الفرنسي في الجزائر، وهو بول أزان (Paul Azan) يصف لنا حالة هذا الجيش خلال شهر تموز سنة 1830، فيقول: «إن الجنود ارتكبوا أعمالا تخريبية حول مدينة الجزائر، فخربوا الأحواش وقطعوا الحدائق، وخلعوا أعمدة المنازل، وثقبوا أنابيب المياه، وهدموا سواقي المياه لكي يسقوا حيواناتهم …»([8]).
ويتحدث «روزي» عن سهل المتيجة الذي تعرض للتخريب، عندما قام الجند بتكسير وحرق شجر الزيتون لتوسيع رحبتهم. وكان «روزي» نفسه يتصور مستقبل الاستعمار الاستيطاني في أخصب أراضي المتيجة على الطريقة الآتية: «سوف يلزمنا الحاجة إلى إبادة جميع السكان الساكنين في جبال بني مناد وشنوة …»([9]).
والحق أن ذلك لم يكن افتراضا، ففي عام 1832 قام الجنرال «دي روفيغو» (Le Duc De Rovigo)، بمجزرة رهيبة، إذ أباد قبيلة العوفية بمجرد اتهام بعض أفرادها بالسرقة، في حين كان اللصوص ينتمون إلى قبيلة أخرى. وقد حدثت هذه الإبادة عندما اجتاحت فرقة عسكرية في الصباح الباكر على قبيلة العوفية في سهل متيجة، وفاجأهم الجنرال وهم نائمون في خيامهم، فذبحهم دون مقاومة من أحد. فكل الأحياء كان مصيرهم الموت دون تمييز بين الصغير والكبير وبين الذكر والأنثى([10]).
ومن هنا تتضح أهداف الإخضاع بالعنف والقوة إلى درجة الإبادة منذ البداية، وبدأت الجولات المسلحة التي تعبر عن أصدق صعوبات الاحتلال يوم أدرك الجزائريون نوايا فرنسا الاستعمارية، بعد سقوط الحكم المركزي، وظهور الفراغ السياسي، وعجز المدن عن صنع قيادة جديدة، وكانت القيادات الجديدة قد ظهرت في الأرياف لمواجهة القوات الفرنسية، أمثال علي السعدي، والحاج محمد بن زعموم، والأمير عبد القادر، وآخرين من زعماء الطرق الصوفية وزعماء الأعراش.
ولكن هذا الوضع لا يمكن أن يدوم طويلاً، فالفرنسيون أرادوا أن يخرجوا من الحصار والتوجه إلى مناطق السهول. ويبدو أن استمرار المقاومة الريفية، شكل عائقاً أمام السلطات الاستعمارية التي كانت تريد المزيد من الأراضي فكان إرسال «بيجو» إلى الجزائر في سنة 1840، دليلا على إسرار الحكومة الفرنسية على تسريع تنفيذ مشروعها الاستيطاني، وهو الذي كان يعد الغزو طريقة حربية مشروعة وضرورية وذلك بتخريب وتدمير القرى التي يقطنها السكان، حيث يقول: «يجب أن نقوم في إفريقية بحملة كبيرة شبيهة بما كان يفعل الأفرنج وما كان يفعل القوط….»([11]).
وفي الواقع أن «بيجو» انتقد الوسائل والأساليب السابقة، واعتبرها أساليب ضعيفة ضد السكان، وكان حكم «بيجو» يمثل الصورة القاسية، حيث تضمن مخططه عدة أساليب، من بينها الإضرار بالسكان في أرزاقهم كالمحاصيل والمزارع والمواشي، والمطامير، فكل شيء يقف في طريق الوصول إلى هدفه كان يجب أن يزول مهما كانت قيمته.
وقد ساهم في أسباب هذه الحملة كل من الظروف العالمية والحالة الداخلية في فرنسا والجزائر معاً، وسواء كانت هذه الأسباب سياسية أو اقتصادية فإنها أدت بالملك الفرنسي إلى أن يخطط الحملة ضد مستقلة تقع على الشاطئ الأخر من البحر الأبيض المتوسط.
وفي تحليله آليات الاستعمار الفرنسي بالجزائر خلص «جوليان» إلى استنتاج قوامه أن أغلب رجال السياسة([1]) كانوا على وفاق تام حول مشروع الاحتلال، وكان ذلك واضحاً في ممارساتهم وكتاباتهم وتدخلاتهم، لأن مسألة الاستيلاء على أرض الجزائر، كانت لب السياسة الفرنسية تجاه شمال إفريقية آنذاك، فالجزائر بموقعها الاستراتيجي الحساس، وإمكانياتها الاقتصادية، كانت تراود مشاعر أصحاب رؤوس الأموال والأوساط التجارية، ولا سيما منهم التجار المرسليين الذين ساهموا في توجيه «شارل العاشر» على اتخاذ قرار الحملة، لأن ذلك سيفتح أمامهم أسواقاً جديدة لتجارتهم، وكان قد أقلقهم استمرار الحصار البحري على الجزائر([2]).
وهكذا اتفق الاستعماريون والبرجوازيون على غزو الجزائر، واستغلال خيراتها، ونقل الفائض من سكان فرنسا إليها، ولم تتردد الدولة الاستعمارية في الكشف عن حقيقة أهدافها الإستراتيجية، فعلمت منذ البداية على استخدام وسائل فعالة لتحقيق هذا الهدف. وللإحاطة بهذه الوسائل العملية التي تدخل ضمن اهتماماتها الإستراتيجية، سنكتفي بدراسة ما يأتي:
1- الجهد العسكري الفرنسي وحرب الإبادة.
2- دور المكاتب العربية.
3- أسلوب التفرقة وإذكاء الصراع الداخلي.
أولا: الجهد العسكري الفرنسي وحرب الإبادة:
ركزت الدولة الفرنسية على دعاية مفادها أن أرض الجزائر كانت شبه فارغة ويعمها التخلف. وهذا الخطاب هو الذي رسمه دعاة الاستعمار في صياغة قناعة مشتركة لدى العالم الأوربي قوامه أن الحضارة الغربية باعتبارها مشروعا حضاريا، يساعد الشعوب المتخلفة على الارتقاء إلى درجة المدنية في تجلياتها العامة، طالما أن الاستعمار بتعبير «ألبير باييه» (Albert Bayet) « يعد مشروعاً حين يحمل الشعب الذي يحمل كثيراً من الأفكار والعواطف التي من شأنها أن تغني شعوباً أخرى، حينذاك لا يصبح الاستعمار حقاً فحسب بل واجباً»([3]).
إننا لن نعدد الكتابات التي وظفت لتأكيد هذه السياسة الاستعمارية، وغرضنا أن نبين ما ورد في خطاب الاحتلال لم يكن يهدف سوى إلى تسويغ ظاهرة الاستعمار، ويكفي هنا أن نعتمد على ما قاله «مصطفى الأشرف» كرد على: هؤلاء، حيث يقول: «وجدت فرنسا وجهاً لوجه أمام مجتمع حسن التنظيم، له حضارته الخاصة الشبيهة إلى حد ما بحضارات البحر الأبيض المتوسط، وهذا المجتمع لا يخلو من عيوب، ولكنه حبه للحرية وتمسكه بالأرض، واتحاد كلمته، وأصالة ثقافته، وصدق وطنيته، وغزارة موارده الطبيعية، ونبل مثله العليا، كل ذلك أعطى البرهان الساطع والدليل القاطع على أصالته….»([4]).
ويضيف الكاتب نفسه، وهو يرد على كلام بوجولا([5]): «إن الإنسان إذ يسمع هذه العبارات «الرائعة» لا يسعه إلا أن يعتقد بأن صاحبها يتحدث عن شعب متوحش متجرد من الأخلاق والدين»([6]).
لقد كانت الحركة الاستعمارية تهدف إلى انتزاع أراضي الجزائريين ومنحها للمهاجرين الأوروبيين، ولكن منذ البداية، أدرك المستعمرون الأوائل، أن هذه العملية ليست بالأمر السهل، ولا سيما أنهم اكتشفوا بأنفسهم في الميدان أن السكان كانوا غير مستعدين للخضوع لهم. ولهذا كان اللجوء إلى التقتيل الجماعي والتدمير والتخريب أمرا ضروريا لتنفيذ أهدافهم الإستراتيجية الاستعمارية، وهو طرد السكان الأصليين والاستحواذ على أراضيهم. وكانت هذه العملية تتطلب تعبئة إمكانيات مالية وعسكرية ضخمة لتحقيق المشروع الاستعماري الاستيطاني في الجزائر.
إن الأعمال الشنيعة التي اقترفها جنرالات فرنسا وجنود الاحتلال خلال العقود الأولى من القرن التاسع عشر ضد الجماعات السكانية المحلية، أصبحت اليوم معروفة لدى المؤرخين والكتاب.
غير أنه من الواجب تذكيرها، ولا سيما الأعمال الإجرامية المنظمة التي ارتكبت قبل عهد «بيجو» وبعده أو في زمان حكمه، والتي تميزت من غيرها نظراً لعظم الوسائل التي كانت بيده، وسائل كانت واسعة المفعول في القضاء على اقتصاد الجزائر بصفة لا تسمح لهذا البلد بالنهوض قبل عشرات من السنوات، ولا بالنهوض على الإطلاق في بعض مناطق الاحتلال. ومما لا شك فيه، أن التوازن السكاني قد اختل إما بسبب المجازر المنظمة وإما بسبب الجذب والمجاعات التي عقبتها.
وهكذا لم تتماطل فرنسا في تنفيذ أهدافها منذ الوهلة الأولى من نزول قواتها في مدينة الجزائر. فقد سارع «دوبرمون» إلى الاستيلاء على خزينة الجزائر الموجودة في القصبة آنذاك([7])، وترك جنوده ينهكون الأعراض ويسلبون المتاع ويريقون الدماء ويهدمون المنازل والمحلات بالرغم من تعهد «دوبرمون» بشرفه، أن يحافظ على حرية الدين وعلى أملاك السكان وتجارتهم وصناعتهم وأن يحترم نساءهم وحرماتهم.
كان الجميع يظن بأن أمة متحضرة مثل الأمة الفرنسية لا يمكن أن تنكث العهد، ولكن سرعان ما انتشر الجيش الفرنسي في مدينة الجزائر، وبدأ يعث فيها فساداً. ونستشهد بمؤرخ الجيش الفرنسي في الجزائر، وهو بول أزان (Paul Azan) يصف لنا حالة هذا الجيش خلال شهر تموز سنة 1830، فيقول: «إن الجنود ارتكبوا أعمالا تخريبية حول مدينة الجزائر، فخربوا الأحواش وقطعوا الحدائق، وخلعوا أعمدة المنازل، وثقبوا أنابيب المياه، وهدموا سواقي المياه لكي يسقوا حيواناتهم …»([8]).
ويتحدث «روزي» عن سهل المتيجة الذي تعرض للتخريب، عندما قام الجند بتكسير وحرق شجر الزيتون لتوسيع رحبتهم. وكان «روزي» نفسه يتصور مستقبل الاستعمار الاستيطاني في أخصب أراضي المتيجة على الطريقة الآتية: «سوف يلزمنا الحاجة إلى إبادة جميع السكان الساكنين في جبال بني مناد وشنوة …»([9]).
والحق أن ذلك لم يكن افتراضا، ففي عام 1832 قام الجنرال «دي روفيغو» (Le Duc De Rovigo)، بمجزرة رهيبة، إذ أباد قبيلة العوفية بمجرد اتهام بعض أفرادها بالسرقة، في حين كان اللصوص ينتمون إلى قبيلة أخرى. وقد حدثت هذه الإبادة عندما اجتاحت فرقة عسكرية في الصباح الباكر على قبيلة العوفية في سهل متيجة، وفاجأهم الجنرال وهم نائمون في خيامهم، فذبحهم دون مقاومة من أحد. فكل الأحياء كان مصيرهم الموت دون تمييز بين الصغير والكبير وبين الذكر والأنثى([10]).
ومن هنا تتضح أهداف الإخضاع بالعنف والقوة إلى درجة الإبادة منذ البداية، وبدأت الجولات المسلحة التي تعبر عن أصدق صعوبات الاحتلال يوم أدرك الجزائريون نوايا فرنسا الاستعمارية، بعد سقوط الحكم المركزي، وظهور الفراغ السياسي، وعجز المدن عن صنع قيادة جديدة، وكانت القيادات الجديدة قد ظهرت في الأرياف لمواجهة القوات الفرنسية، أمثال علي السعدي، والحاج محمد بن زعموم، والأمير عبد القادر، وآخرين من زعماء الطرق الصوفية وزعماء الأعراش.
ولكن هذا الوضع لا يمكن أن يدوم طويلاً، فالفرنسيون أرادوا أن يخرجوا من الحصار والتوجه إلى مناطق السهول. ويبدو أن استمرار المقاومة الريفية، شكل عائقاً أمام السلطات الاستعمارية التي كانت تريد المزيد من الأراضي فكان إرسال «بيجو» إلى الجزائر في سنة 1840، دليلا على إسرار الحكومة الفرنسية على تسريع تنفيذ مشروعها الاستيطاني، وهو الذي كان يعد الغزو طريقة حربية مشروعة وضرورية وذلك بتخريب وتدمير القرى التي يقطنها السكان، حيث يقول: «يجب أن نقوم في إفريقية بحملة كبيرة شبيهة بما كان يفعل الأفرنج وما كان يفعل القوط….»([11]).
وفي الواقع أن «بيجو» انتقد الوسائل والأساليب السابقة، واعتبرها أساليب ضعيفة ضد السكان، وكان حكم «بيجو» يمثل الصورة القاسية، حيث تضمن مخططه عدة أساليب، من بينها الإضرار بالسكان في أرزاقهم كالمحاصيل والمزارع والمواشي، والمطامير، فكل شيء يقف في طريق الوصول إلى هدفه كان يجب أن يزول مهما كانت قيمته.
مواضيع مماثلة
» المكاتب العربية و دورها مع الاحتلال الفرنسي للجزائر - تابع -
» الأخضر الألماني يطيح بالأخضر الفرنسي
» الكفاح السياسي للجزائر بين 1830-1914
» الكفاح السياسي للجزائر بين 1920 و1945
» مولودية الجزائر يقيل مدربه الفرنسي ميشال
» الأخضر الألماني يطيح بالأخضر الفرنسي
» الكفاح السياسي للجزائر بين 1830-1914
» الكفاح السياسي للجزائر بين 1920 و1945
» مولودية الجزائر يقيل مدربه الفرنسي ميشال
:: منتدى البحوث :: بحوث تاريخية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 13 يناير 2014 - 18:12 من طرف سلام
» الى كل مشتركي برنامج الصفقة لدار الكنز الجزائرية
الإثنين 19 أغسطس 2013 - 22:23 من طرف سلام
» أحصل على بطاقة Prepaid MasterCard مجانا .
الخميس 4 يوليو 2013 - 21:42 من طرف Admin
» كيف تستفيد من مشروع دار الكنز
الخميس 4 يوليو 2013 - 16:51 من طرف Admin
» من هو مخترع الثلاجة ؟
الخميس 4 يوليو 2013 - 16:22 من طرف Admin
» دار الكنز........... و نعم الدار
الثلاثاء 7 مايو 2013 - 0:07 من طرف سلام
» علبة الكنز...برنامج الصفقات و الدخل الدائم
الأربعاء 24 أبريل 2013 - 11:29 من طرف سلام
» دار الكنز ... فرصتك لتغيير حياتك في ظرف قياسي
الأحد 10 مارس 2013 - 23:27 من طرف سلام
» كل ما تحتاجه في التحكم العصبي (السنة 2ثانوي) +حلول تمارين الكتاب المدرسي
الإثنين 8 أكتوبر 2012 - 21:00 من طرف ليديا