بحـث
المواضيع الأخيرة
المصحف الكامل ل24 قارئ الان على جوالك بروابط مباشرة
السبت 27 ديسمبر 2008 - 13:27 من طرف Admin
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله القويّ المتين والصلاة والسلام على سيد الخاشعين
سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله القويّ المتين والصلاة والسلام على سيد الخاشعين
سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله …
تعاليق: 1
العاب نوكيا N95 و N95 8GB
السبت 27 ديسمبر 2008 - 13:36 من طرف Admin
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم لكم مجموعة كبيرة من الألعاب الجميلة لجوالي N95 و N95 8GB
وحجمها جميعاً 4.73 ميجابايت
أترككم مع التحميل
رفعتها لكم عدة مواقع ليسهل تحميلها
http://asapload.com/158534
أولاً : على Rapidshare
(هنا)
…
أقدم لكم مجموعة كبيرة من الألعاب الجميلة لجوالي N95 و N95 8GB
وحجمها جميعاً 4.73 ميجابايت
أترككم مع التحميل
رفعتها لكم عدة مواقع ليسهل تحميلها
http://asapload.com/158534
أولاً : على Rapidshare
(هنا)
…
تعاليق: 1
موقع لجميع انواع السامسونغ
الثلاثاء 6 يناير 2009 - 9:36 من طرف Admin
السلام عليكم
من البداية لا تقرأ الموضوع اذا لم يكن لديك هاتف سامسونج
هذي طريقة لتحميل كل ما يخص الجهاز من موقع ساسونج الرسمي
1- ادخل الموقع
http://mea.samsungmobile.com
2- اذهب الى بداية الصفحة على اليسار واختار تسجل
3- اختر …
من البداية لا تقرأ الموضوع اذا لم يكن لديك هاتف سامسونج
هذي طريقة لتحميل كل ما يخص الجهاز من موقع ساسونج الرسمي
1- ادخل الموقع
http://mea.samsungmobile.com
2- اذهب الى بداية الصفحة على اليسار واختار تسجل
3- اختر …
تعاليق: 0
برامج لجميع انواع samsung
الثلاثاء 6 يناير 2009 - 9:35 من طرف Admin
برامج لكل انواع السامسونج لاحلى ناس
--------------------------------------------------------------------------------
هاي وصلات البرامج و انتظر ردكم
v200برنامج
http://mea.samsungmobile.com//mobile_phone/sgh-
v200c/driver/EasyGPRS_ver2.1.5.zip
0برنامج
http://mea.samsungmobile.com//mobil...ver/Easy%20GPRS(ver2.1.5).zip
…
--------------------------------------------------------------------------------
هاي وصلات البرامج و انتظر ردكم
v200برنامج
http://mea.samsungmobile.com//mobile_phone/sgh-
v200c/driver/EasyGPRS_ver2.1.5.zip
0برنامج
http://mea.samsungmobile.com//mobil...ver/Easy%20GPRS(ver2.1.5).zip
…
تعاليق: 0
برنامج Islamic_Organizer مواقيت الصلاه او المنظم الاسلامى على جوالات نوكيا
السبت 27 ديسمبر 2008 - 13:10 من طرف Admin
[center]نظرا لان برنامج خاشع لايتم تنصيبه على جوالات نوكيا الجيل الثالث
وشرط تنصيبه ان تقوم بشراءه من الشركه وتقوم الشركه بارسال السريل لك عن طريق الجوال
فاقدم لكم الان
برنامج
Islamic_Organizer
مواقيت الصلاه او المنظم …
وشرط تنصيبه ان تقوم بشراءه من الشركه وتقوم الشركه بارسال السريل لك عن طريق الجوال
فاقدم لكم الان
برنامج
Islamic_Organizer
مواقيت الصلاه او المنظم …
تعاليق: 0
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 161 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 161 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 277 بتاريخ الأحد 3 نوفمبر 2024 - 2:45
الغضب ج-2
صفحة 1 من اصل 1
الغضب ج-2
(3) معرفة النفس وأنها لا تستحق أن يغضب لها وينتقم لها، فإن ذلك إيثار لها بالرضا والغضب على خالقها وفاطرها، فلو عودها أن تغضب له وترضى لوجد أنه يندفع عنه الغضب والرضا لنفسه .
أن يعلم أن الرضا والغضب لله هما من أوليات تحقيق لا إله إلا الله، وأن الأجر عليها عند الله العظيم . قال تعالى (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) قال السعدي (أي إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم وهو امتلاء قلوبهم من الحنق الموجب للانتقام بالقول والفعل، هؤلاء لا يعلمون بمقتضى الطباع البشرية بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم . ويدخل في العفو عن الناس والعفو عن كل من أساء إليك بقول أو فعل، والعفو أبلغ من الكظم، لأن العفو ترك المؤاخذة مع السماحة عن المسيء ، وهذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة وتخلى عن الأخلاق الرذيلة، وممن تاجر مع الله وعفا عن عباد الله رحمة بهم وإحسانا إليهم وكرامة لحصول الشر عليهم وليعفو الله عنهم وليكون أجرة على ربه الكريم لا على العبد الفقير كما قال تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ثم ختم الآية بالإحسان وهو أعلى الدرجات، فأنظر كيف جعل الله كظم الغيظ مقدمة للعفو وسببا له، وجعل العفو مقدمه للإحسان وسببا له، فتبين أن ترك الغضب هو جماع الخير كما سبق، فإن قلت فما المقدمة والسبب لكظم الغيظ، فاقرأ أول الآية : (الذين ينفقون . . ) فيكون الإنفاق في السراء والضراء من أعظم الطاعات التي تثمر كظم غيظ القلب .
وقال تعالى (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) والمغفرة هي قطع العقوبة ووقاية الإنسان من شر إساءته، فيكون المعنى : والذين إذا أهاجهم الغضب ملكوا أنفسهم فلم يعاقبوا بقول أو فعل . قال السعدي (أي تخلقوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم فصار الحلم لهم سجية، وحسن الخلق لهم طبيعة حتى إذا أغضبهم أحد بمقالة أو فعالة كظموا ذلك الغضب فلم ينفذوه، بل غفروه ولم يقابلوا لمسيء إلا بالإحسان والعفو والصفح، فترتب على هذا العفو والصفح من المصالح ودفع المفاسد في أنفسهم وغيرهم شيء كثير كما قال تعالى (أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) فلا يقدر على مقابلة الإساءة بالإحسان إلا بالصبر لأن الخفيف الطائش لا يصبر على ذلك، إن تدور المعركة بين النفس الغضبية وبين القلب، والغضب مركب الشيطان فتصبح النفس الغضبية والشيطان في تعاون ضد القلب العامر بالإيمان والتوكل، فلا سلطان للشيطان عليه (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) ثم يأتي مدد الصبر الذي يكون النصر معه، فيفوز الإنسان بالحظ العظيم : إذا ينال ذلك كف شر عدوة وانقلابه صديقا، ومحبة الناس له، وثناءهم عليه، وقهر هواه، وسلامة قلبه من الغل والحقد، وطمأنينة الناس ـ حتى عدوه ـ إليه، هذا غير ما يناله من كرامة الله وحسن ثوابه ورضاه عنه، وهذا غاية الحظ عاجلاً وآجلاً . وحسبنا ما علمنا من إكرام الله لموسى عليه السلام لشدة غضبه في الله وتركه الغضب لنفسه حيث اصطفاه على الناس برسالاته وبكلامه، وتجاوز له مالا يتجاوز لغيره لما ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه بجرة إليه، ولما قَتل الذي من عدوه، ولما اعترض على تجاوز النبى له ليلة المعراج، ولما علم أن تابِعَه أكثر من تَاِبعَه، وغير ذلك من المواقف . وأخيراً يرغبنا الرسول صلى الله عليه وسلم في كظم الغيظ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَجَرَّعَ عَبْدٌ جَرْعَةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى)رواه أحمد .
(4) الدعاء : أخرج أحمد والنسائى وبن حبان من حديث عمار بن ياسر (أسألك0000 وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا. . .)تحقيق الألباني(صحيح) أنظر صحيح الجامع رقم1301. لأن كثيرا من الناس بدخله رضاه في باطل، ويخرجه غضبه عن الحق وكذلك يدخله في باطل، فلذلك نسأل الله دائماً كلمة الحق في الغضب والرضا . ومن دعائه أيضاً من حديث زيد بن أرقم ( اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا )رواه مسلم . و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ قَالَ قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ ) رواه الترمذى وأبي داود وصححه الألباني ,أنظر حديث رقم4402 في صحيح الجامع . صباحاً ومساءاً وعند النوم نتوجه إلى الله عز وجل بهذا الدعاء للتعوذ من شر الشيطان وشر النفس، وأشد ذلك عند الغضب كما سبق والدعاء المتكرر عشرات المرات في اليوم الواحد (اهدنا الصراط المستقيم) بشرط حضور القلب لأن الله تعالى لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاهٍ .
(5) لا تغضب بالمعنى الثاني : يعنى بعد وقوع الغضب : ـ
أما إذا حصل الغضب فلا تعمل بمقتضاه بل جاهد نفسك على نزل تنفيذه والعمل بما يأمر به فيندفع عنك شر الغضب، وربما سكن غضبك وذهب عاجلاً وكأنك حينئذ لم تغضب، ولقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم من غضب بتعاطي أسباب تدفع عنه الغضب وتسكنه، وتمنع شره، ومن ذلك
أ - تغيير الهيئة من القيام إلى الجلوس، وإلا فمن الجلوس إلى الاضطجاع . خرج الأمام أحمد وأبو داود من حديث عَنْ أَبِي ذَرٍّ (إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ )صححه الألباني أنظر صحيح الجامع رقم694.فذلك تباعد عن حالة الانتقام وذلك فضلا عن بركة اتباع النبى صلى الله عليه وسلم والائتمار بأمره . أخرج الإمام أحمد الترمذى ضمن حديث طويل وقال هذا حديث حسن صحيح، من حديث أبى سعيد الخدري أن النبى صلى الله عليه وسلم قال في خطبة أَلا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ أَلا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالأَرْضَ الأَرْضَ 000) ضعيف الجامع برقم 1420.
والمراد من ذلك أنه يحبسه في نفسه ولا يعزيه إلى غيره بالأذى والفعل . وكل ذلك سبيل إلى كظم الغيظ .
ب- السكوت : خرج الأمام أحمد بن حديث بن عباس، وصحح أحد شاكر إسناده عن النبى صلى الله عليه وسلم (إذا غضب أحدكم فليسكت )صحيح الجامع برقم 693. وهذا دواء عظيم للغضب، أن يحبس الإنسان لسانه ويجتهد في ذلك كما سبق في المقدمة في الكلام عن اللسان . لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبة من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيرا من السباب وغيره مما يعظم ضرره ، فإذا سكت زال هذا الشر كله عنه وما أحسن قول مروق العجلى رحمة الله (ما امتلأت غضبا قط، ولا تكلمت في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت ).
جـ – الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم : (بمعنى اللجوء إلى الله والاعتصام والامتناع به من الشيطان :ـ في الصحيحين من حديث سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لأعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ فَقَالَ وَهَلْ بِي جُنُونٌا). ويلاحظ أن أكثر الناس اليوم إذا غضبوا ثم استعاذوا لا نجد أثراً يُذكر في غضبهم بمعنى أن استعاذتهم كعدمها فما تفسير ذلك ؟ والجواب أن الاستعاذة مشروطة بالفهم مع
الشروع فورا في اللجوء إلى الله مع النطق بها، أما مجرد النطق بكلمات دون عمل القلب فإن ذلك لا يجدي على القائل شيئا يذكر . وهذا الأمر مذكور في كتاب الله بوضوح في سور الأعراف، والمؤمنون، وفُصلت كما يلي :
الأعراف : قال تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم *إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون)
لما كان لا بد من أذية الجاهل وسفاهته، أمر الله تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابليتهِ بجهلهِ . فمن آذاك بقوله أو بفعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فصله ومن ظلمك فاعدل فيه . . فالأمر هو الإعراض عن الجاهل مع إقامة حق الله عليه وعدم الانتقام لنفسه . ولما كان الإنسان لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان الذي لا يزال مرابطا ينظر غرته وغفلته ليستعمل أسلحته في إهاجة الغضب أكثر ليركبه كيف يشاء، فيوسوس له أن سكوتك عجز منك ومهانة وذلة، ولو تركته لتجرأ عليك وتعود على إهانتك، فلا بد أن تؤدبة، وتوقفه عند حده، وتعرفه قدره . . . إلخ من أجل هذا، أمر الله بالاستعاذة منه في هذا الموطن، والعلم بأن الله يسمع ما قيل لك وما ستقوله، ويعلم ما فُعل بك وما ستفعله، ويعلم نيتك وضعفك وقوة التجائك له، فسيحميك من فتنته ويقيك من وسوسته،وحينئذ يتذكر المؤمن التقى أن ما يدور في نفسه من شر، ما هو إلا طائف من الشيطان ومن ثم يستغفر وستعيذ ويرى الأمر على حقيقته وأنه كان على وشك السقوط في شرك الشيطان، وهذا بخلاف الغاوين الذين تتلاعب بهم الشياطين ولا يدخرون وسعا في إغوائهم ولا يقفون معهم عند حد، ففي حالة الغضب حدث ولا حرج عما يصدر منهم من الأقوال والأفعال .
أن يعلم أن الرضا والغضب لله هما من أوليات تحقيق لا إله إلا الله، وأن الأجر عليها عند الله العظيم . قال تعالى (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) قال السعدي (أي إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم وهو امتلاء قلوبهم من الحنق الموجب للانتقام بالقول والفعل، هؤلاء لا يعلمون بمقتضى الطباع البشرية بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم . ويدخل في العفو عن الناس والعفو عن كل من أساء إليك بقول أو فعل، والعفو أبلغ من الكظم، لأن العفو ترك المؤاخذة مع السماحة عن المسيء ، وهذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة وتخلى عن الأخلاق الرذيلة، وممن تاجر مع الله وعفا عن عباد الله رحمة بهم وإحسانا إليهم وكرامة لحصول الشر عليهم وليعفو الله عنهم وليكون أجرة على ربه الكريم لا على العبد الفقير كما قال تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ثم ختم الآية بالإحسان وهو أعلى الدرجات، فأنظر كيف جعل الله كظم الغيظ مقدمة للعفو وسببا له، وجعل العفو مقدمه للإحسان وسببا له، فتبين أن ترك الغضب هو جماع الخير كما سبق، فإن قلت فما المقدمة والسبب لكظم الغيظ، فاقرأ أول الآية : (الذين ينفقون . . ) فيكون الإنفاق في السراء والضراء من أعظم الطاعات التي تثمر كظم غيظ القلب .
وقال تعالى (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) والمغفرة هي قطع العقوبة ووقاية الإنسان من شر إساءته، فيكون المعنى : والذين إذا أهاجهم الغضب ملكوا أنفسهم فلم يعاقبوا بقول أو فعل . قال السعدي (أي تخلقوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم فصار الحلم لهم سجية، وحسن الخلق لهم طبيعة حتى إذا أغضبهم أحد بمقالة أو فعالة كظموا ذلك الغضب فلم ينفذوه، بل غفروه ولم يقابلوا لمسيء إلا بالإحسان والعفو والصفح، فترتب على هذا العفو والصفح من المصالح ودفع المفاسد في أنفسهم وغيرهم شيء كثير كما قال تعالى (أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) فلا يقدر على مقابلة الإساءة بالإحسان إلا بالصبر لأن الخفيف الطائش لا يصبر على ذلك، إن تدور المعركة بين النفس الغضبية وبين القلب، والغضب مركب الشيطان فتصبح النفس الغضبية والشيطان في تعاون ضد القلب العامر بالإيمان والتوكل، فلا سلطان للشيطان عليه (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) ثم يأتي مدد الصبر الذي يكون النصر معه، فيفوز الإنسان بالحظ العظيم : إذا ينال ذلك كف شر عدوة وانقلابه صديقا، ومحبة الناس له، وثناءهم عليه، وقهر هواه، وسلامة قلبه من الغل والحقد، وطمأنينة الناس ـ حتى عدوه ـ إليه، هذا غير ما يناله من كرامة الله وحسن ثوابه ورضاه عنه، وهذا غاية الحظ عاجلاً وآجلاً . وحسبنا ما علمنا من إكرام الله لموسى عليه السلام لشدة غضبه في الله وتركه الغضب لنفسه حيث اصطفاه على الناس برسالاته وبكلامه، وتجاوز له مالا يتجاوز لغيره لما ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه بجرة إليه، ولما قَتل الذي من عدوه، ولما اعترض على تجاوز النبى له ليلة المعراج، ولما علم أن تابِعَه أكثر من تَاِبعَه، وغير ذلك من المواقف . وأخيراً يرغبنا الرسول صلى الله عليه وسلم في كظم الغيظ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَجَرَّعَ عَبْدٌ جَرْعَةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى)رواه أحمد .
(4) الدعاء : أخرج أحمد والنسائى وبن حبان من حديث عمار بن ياسر (أسألك0000 وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا. . .)تحقيق الألباني(صحيح) أنظر صحيح الجامع رقم1301. لأن كثيرا من الناس بدخله رضاه في باطل، ويخرجه غضبه عن الحق وكذلك يدخله في باطل، فلذلك نسأل الله دائماً كلمة الحق في الغضب والرضا . ومن دعائه أيضاً من حديث زيد بن أرقم ( اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا )رواه مسلم . و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ قَالَ قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ ) رواه الترمذى وأبي داود وصححه الألباني ,أنظر حديث رقم4402 في صحيح الجامع . صباحاً ومساءاً وعند النوم نتوجه إلى الله عز وجل بهذا الدعاء للتعوذ من شر الشيطان وشر النفس، وأشد ذلك عند الغضب كما سبق والدعاء المتكرر عشرات المرات في اليوم الواحد (اهدنا الصراط المستقيم) بشرط حضور القلب لأن الله تعالى لا يستجيب الدعاء من قلب غافل لاهٍ .
(5) لا تغضب بالمعنى الثاني : يعنى بعد وقوع الغضب : ـ
أما إذا حصل الغضب فلا تعمل بمقتضاه بل جاهد نفسك على نزل تنفيذه والعمل بما يأمر به فيندفع عنك شر الغضب، وربما سكن غضبك وذهب عاجلاً وكأنك حينئذ لم تغضب، ولقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم من غضب بتعاطي أسباب تدفع عنه الغضب وتسكنه، وتمنع شره، ومن ذلك
أ - تغيير الهيئة من القيام إلى الجلوس، وإلا فمن الجلوس إلى الاضطجاع . خرج الأمام أحمد وأبو داود من حديث عَنْ أَبِي ذَرٍّ (إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ )صححه الألباني أنظر صحيح الجامع رقم694.فذلك تباعد عن حالة الانتقام وذلك فضلا عن بركة اتباع النبى صلى الله عليه وسلم والائتمار بأمره . أخرج الإمام أحمد الترمذى ضمن حديث طويل وقال هذا حديث حسن صحيح، من حديث أبى سعيد الخدري أن النبى صلى الله عليه وسلم قال في خطبة أَلا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ أَلا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالأَرْضَ الأَرْضَ 000) ضعيف الجامع برقم 1420.
والمراد من ذلك أنه يحبسه في نفسه ولا يعزيه إلى غيره بالأذى والفعل . وكل ذلك سبيل إلى كظم الغيظ .
ب- السكوت : خرج الأمام أحمد بن حديث بن عباس، وصحح أحد شاكر إسناده عن النبى صلى الله عليه وسلم (إذا غضب أحدكم فليسكت )صحيح الجامع برقم 693. وهذا دواء عظيم للغضب، أن يحبس الإنسان لسانه ويجتهد في ذلك كما سبق في المقدمة في الكلام عن اللسان . لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبة من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيرا من السباب وغيره مما يعظم ضرره ، فإذا سكت زال هذا الشر كله عنه وما أحسن قول مروق العجلى رحمة الله (ما امتلأت غضبا قط، ولا تكلمت في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت ).
جـ – الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم : (بمعنى اللجوء إلى الله والاعتصام والامتناع به من الشيطان :ـ في الصحيحين من حديث سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لأعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ فَقَالَ وَهَلْ بِي جُنُونٌا). ويلاحظ أن أكثر الناس اليوم إذا غضبوا ثم استعاذوا لا نجد أثراً يُذكر في غضبهم بمعنى أن استعاذتهم كعدمها فما تفسير ذلك ؟ والجواب أن الاستعاذة مشروطة بالفهم مع
الشروع فورا في اللجوء إلى الله مع النطق بها، أما مجرد النطق بكلمات دون عمل القلب فإن ذلك لا يجدي على القائل شيئا يذكر . وهذا الأمر مذكور في كتاب الله بوضوح في سور الأعراف، والمؤمنون، وفُصلت كما يلي :
الأعراف : قال تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم *إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون)
لما كان لا بد من أذية الجاهل وسفاهته، أمر الله تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابليتهِ بجهلهِ . فمن آذاك بقوله أو بفعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فصله ومن ظلمك فاعدل فيه . . فالأمر هو الإعراض عن الجاهل مع إقامة حق الله عليه وعدم الانتقام لنفسه . ولما كان الإنسان لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان الذي لا يزال مرابطا ينظر غرته وغفلته ليستعمل أسلحته في إهاجة الغضب أكثر ليركبه كيف يشاء، فيوسوس له أن سكوتك عجز منك ومهانة وذلة، ولو تركته لتجرأ عليك وتعود على إهانتك، فلا بد أن تؤدبة، وتوقفه عند حده، وتعرفه قدره . . . إلخ من أجل هذا، أمر الله بالاستعاذة منه في هذا الموطن، والعلم بأن الله يسمع ما قيل لك وما ستقوله، ويعلم ما فُعل بك وما ستفعله، ويعلم نيتك وضعفك وقوة التجائك له، فسيحميك من فتنته ويقيك من وسوسته،وحينئذ يتذكر المؤمن التقى أن ما يدور في نفسه من شر، ما هو إلا طائف من الشيطان ومن ثم يستغفر وستعيذ ويرى الأمر على حقيقته وأنه كان على وشك السقوط في شرك الشيطان، وهذا بخلاف الغاوين الذين تتلاعب بهم الشياطين ولا يدخرون وسعا في إغوائهم ولا يقفون معهم عند حد، ففي حالة الغضب حدث ولا حرج عما يصدر منهم من الأقوال والأفعال .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 13 يناير 2014 - 18:12 من طرف سلام
» الى كل مشتركي برنامج الصفقة لدار الكنز الجزائرية
الإثنين 19 أغسطس 2013 - 22:23 من طرف سلام
» أحصل على بطاقة Prepaid MasterCard مجانا .
الخميس 4 يوليو 2013 - 21:42 من طرف Admin
» كيف تستفيد من مشروع دار الكنز
الخميس 4 يوليو 2013 - 16:51 من طرف Admin
» من هو مخترع الثلاجة ؟
الخميس 4 يوليو 2013 - 16:22 من طرف Admin
» دار الكنز........... و نعم الدار
الثلاثاء 7 مايو 2013 - 0:07 من طرف سلام
» علبة الكنز...برنامج الصفقات و الدخل الدائم
الأربعاء 24 أبريل 2013 - 11:29 من طرف سلام
» دار الكنز ... فرصتك لتغيير حياتك في ظرف قياسي
الأحد 10 مارس 2013 - 23:27 من طرف سلام
» كل ما تحتاجه في التحكم العصبي (السنة 2ثانوي) +حلول تمارين الكتاب المدرسي
الإثنين 8 أكتوبر 2012 - 21:00 من طرف ليديا