النملة النارية

النملة النارية واحدة من بين أنواع كثيرة من النمل تُحدث لسعات مؤلمة حارقة. وتوجد خمسة أنواع من النمل الناري جنوب شرقي الولايات المتحدة. أحد هذه الأنواع النملة النارية الدخيلة الحمراء، وهي آفة خطيرة. ويبني هذا النمل تلالاً كبيرة من الرمال يبلغ ارتفاعها نحو 0,6م. وهذه التلال من الصلابة بحيث يمكن أن تعطل الآلات الزراعية إذا ارتطمت بها.

ويسكن في التل الواحد مئات الآلاف من النمل الناري. وإذا ما أقدم شخص أو حيوان ما على عرقلة أنشطة النمل الموجود داخل التل، فإنه يندفع خارجًا بأسراب كبيرة ليهاجم من يقوم بذلك. وتُحدث لسعة النملة النارية الدخيلة الحمراء ورمًا صغيرًا متقيحًا تجعل الشخص راغبًا في حك الموضع المصاب. ويلاقي بعض الناس آلامًا مبرحة من السم الذي تخلفه اللسعة، وفي حالات نادرة، قد تؤدي إلى الوفاة.

يختلف لون النملة النارية الدخيلة. فتتراوح ألوانها بين الأحمر والبنِّي، ويبلغ طولها نحو 6ملم. والموطن الأصلي لهذه النملة أمريكا الجنوبية. ومن المحتمل أن تكون قد دخلت إلى الولايات المتحدة مع شحنة أرسلت من خلال مُوبيل (بيت متنقل)، في ولاية ألاباما بالولايات المتحدة خلال الثلاثينيات من القرن العشرين. ثم انتشرت انتشارًا سريعًا، والآن تستوطن منطقة تمتد من جنوبي كارولينا الشمالية حتى قلب ولاية تكساس بالولايات المتحدة.

طور العلماء في الثمانينيات من القرن العشرين أنواعًا من الطُعم السام للنملة النارية، ويحتوي الطُعم على زيت فول الصويا ليجذب الحشرات، وهناك مادة في الطُعم تعمل على تعطيل نمو يرقات النمل الناري. ومن شأن مثل هذه الأنواع من الطُعم أن تسهم في المساعدة على الحد من الأعداد الكبيرة للنمل الناري.

أما الأنواع الأربعة الأخرى الموجودة في الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة، فهي لا تمثل تهديدًا زراعيًا أو صحيًا كبيرًا. وثلاثة من بين الأنواع الأربعة الموجودة في هذه المنطقة يعود أصلها إليها. أما النوع الرابع وهي النملة النارية الدخيلة السوداء فتنتمي إلى الأنواع الموجودة في أمريكا الجنوبية، ومن المحتمل أن تكون قد دخلت إلى الولايات المتحدة عام 1918م.