السكتة الدماغية

السكتة الدماغية انقطاع مفاجئ في إمداد الدم إلى الدماغ. وهي حالة طبية طارئة قد ينتج عنها شلل، أو تلف خطير للدماغ، أو الموت. تحدث السكتة الدماغية، في كثير من الحالات، حينما تسد جلطة دموية أو مادة أخرى تدفق الدم إلى الدماغ، فتقطع إمداد الدماغ بالأكسجين والغذاء. وإذا استمر الانسداد لأكثر من بضع دقائق، يحدث تلف دائم بالدماغ. وقد تنتج السكتة الدماغية أيضًا، حينما ينفجر شريان، فيسبب نزفًا في الدماغ، أو في السائل المحيط به. وينتج عن النزف ضغط على الدماغ، فيتلف النسيج الدماغي، ويؤدي ذلك إلى توقف الدماغ عن أداء وظيفته.

والسكتة الدماغية مشكلة صحية كبرى، في جميع أنحاء العالم، وتتراوح نسبتها بين 10 و15% من حالات الوفيات. وكثير ممن ينجون من السكتة الدماغية الأولى، يستعيدون بسرعة بعض ما فقده الدماغ من وظيفته، وقد يستعيدون أكثر من ذلك على مدى عدة سنوات. أما الذين يتعرضون لسكتة دماغية مرتين أو أكثر فمن المحتمل أن يصابوا بعجز. وأكثر ضحايا السكتة الدماغية هم ممن في عمر 65 سنة أو أكثر.

الأعراض. تختلف أعراض السكتة الدماغية تبعًا للأجزاء المتأثرة من الدماغ. وتشمل أغلب الأعراض عمومًا، الهزال المفاجئ، وفقدان الإحساس على جانب واحد من الجسم، وفقدان جزئي للبصر، والدوار، وتعثر الكلام، والارتباك الذهني، وتغييرات في الشخصية. وتتفاقم أعراض السكتة الدماغية عمومًا، خلال عدة ساعات إلى عدة أيام، بعد بدايتها. ولهذا السبب يجب إدخال مرضى السكتة الدماغية إلى المستشفى بسرعة. فقد يؤدي تقدم الأعراض عند بعض المرضى إلى الغيبوبة فالوفاة. وفي بعض حالات السكتة الدماغية الأقل خطورة تختفي أعراضها في أقل من يوم. ومثل هذه السكتات، والتي تسمى النوبات الاحتسابية العارضة، غالبًا تأتي قبل سكتات أكثر خطورة.

الأسباب. تحدث أغلب السكتات الدماغية بسبب توقف الدورة الدموية في الدماغ. وقد ينتج هذا التوقف، إما عن خثار دماغي أو انسداد دماغي. ويحدث الخثار الدماغي حينما تتكون كتلة من الدم في واحد من الشرايين الرئيسية التي تنقل الدم إلى الدماغ. وغالبًا ما يكون هذا مصحوبًا بتصلب عصيدي في الدماغ أو العنق. وتشمل العوامل التي تزيد من مخاطر الخثار الدماغي، بسبب التصلب العصيدي؛ فرط ضغط الدم (ضغط الدم المرتفع)، ومرض السكر، وارتفاع معدل الكولسترول في الدم، والتدخين. انظر: تصلب الشرايين.

يصاحب الانسداد الدماغي جلطة، تتكون في جزء آخر من الجسم، وغالبًا في القلب، ثم تسير الجلطة في مجرى الدم حتى تستقر في الشريان الدموي الذي يمد الدماغ بالدم. والانسدادات الدماغية شائعة بين مرضى القلب.

والسبب الرئيسي الآخر للسكتات الدماغية هو النزف الدماغي. وهو نزف داخل الدماغ يحدث نتيجة لانفجار شريان دموي. ويمكن أن يحدث النزف الدماغي بسبب فرط ضغط الدم، أو تشوه في شرايين وأوردة الدماغ، وخاصة عند كبار السن، بسبب مرض شرايين الدماغ. انظر: النزف الدماغي. وهذا النوع من النزف الذي يطلق عليه النزف تحت العنكبوتي، ينتج غالبًا من خلل في جدار شريان دموي في الدماغ.

الوقاية. من أجل تفادي السكتات الدماغية، يجب على الناس إجراء فحص على ضغط الدم لديهم بانتظام. وعلى الذين يعانون من ضغط الدم تناول الدواء المناسب. في بعض حالات تصلب شرايين العنق، قد تفيد عملية جراحية، في تقليل خطر التعرض لسكتة دماغية. ويوصي الأطباء مرضى تصلب الشرايين بتناول أقراص الأسبرين يوميًا، للمساعدة في منع حدوث سكتة دماغية.

وقد انخفض عدد الإصابات السنوي بالسكتة الدماغية انخفاضًا كبيرًا، في كثير من البلاد الصناعية، خلال السنوات الأخيرة، ولم يتأكد الأطباء من الأسباب الحقيقية لهذا الانخفاض. ويعتقدون أنها تعود إلى التحسن الذي طرأ على معالجة فرط ضغط الدم، وتحسن العادات الغذائية، وللانتظام في ممارسة الرياضة. غير أن عدد الإصابات بالسكتات الدماغية آخذ في الازدياد في أوروبا الشرقية.

التشخيص والعلاج. يشخص الأطباء السكتة الدماغية من خلال أعراضها على المريض. وبعد التوصل إلى التشخيص يحاول الطبيب تحديد الأسباب، ومكان الإصابة. ويعتمد العلاج على منع المضاعفات. وتبعًا للعجز الذي يصيب المريض، يمكن أن يصاب بالالتهاب الرئوي وبقرحات السرير والعدوى واضطراب ضربات القلب.

إعادة تأهيل المصاب بالسكته الدماغية قد تساعده إلى حد ما في العودة إلى حياته الطبيعية. يتعين الشروع في إعادة التأهيل فور عودة المريض إلى وعيه، وعادة ما تستمر هذه العملية في منزله.
إعادة التأهيل. الهدف من إعادة التأهيل بعد الإصابة بالسكتة هو مساعدة المريض على استعادة ما فقد من وظائف جسدية. ويتوقف نجاح إعادة التأهيل عمومًا، على مدى قدرة المريض على التعاون مع أطبائه.

يتلقى مرضى السكتة الدماغية علاجًا بصفة رئيسية من ثلاثة أنواع من الأطباء: 1- إخصائي علاج طبيعي 2- إخصائي علاج عيوب النطق 3- إخصائي العلاج المهني. فإخصائيو العلاج الطبيعي يساعدون مرضى السكتة الدماغية المصابين بالشلل على تحريك أذرعهم وسيقانهم لمنع تصلب العضلات. ويستخدم إخصائيو العلاج الطبيعي التمارين الرياضية، والعلاج بالحرارة، والماء والتدليك، لمساعدة المرضى على القيام بأعمالهم اليومية. ويعمل إخصائيو علاج عيوب النطق في مساعدة ضحايا السكتة، ممن فقدوا القدرة على النطق. ويساعد إخصائيو العلاج المهني المرضى على التنسيق بين حركات اليد والعين، للقيام بمهام أساسية، مثل الكتابة، وإعداد الطعام. انظر: علاج عيوب النطق؛ المعالجة المهنية.

قام العلماء ببحوث عديدة في كيفية استعادة الدماغ لقدرته على أداء وظيفته. وهذه البحوث تبعث الأمل في أن يصبح ضحايا السكتة الدماغية ذات يوم قادرين على استعادة النشاط التام لأدمغتهم.